جهات الصحراء المغربية الثلاث تكرم يوم افتتاح المنتدى العالمي للطاقة النظيفة بلندن


جهات الصحراء المغربية الثلاث تكرم يوم افتتاح المنتدى العالمي للطاقة النظيفة بلندن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      شكلت جهات الداخلة- وادي الذهب والعيون- الساقية الحمراء وكلميم- واد نون موضوع تكريم واحتفاء، اليوم الثلاثاء، خلال افتتاح المنتدى العالمي للطاقة النظيفة (إينوفايشن زيرو) في لندن، أحد أهم الأحداث الدولية المخصصة للانتقال الطاقي.

وتشهد دورة 2025 لهذا الحدث الدولي البارز، الذي ينعقد بمركز المعارض "أولمبيا" بغرب لندن، مشاركة وزانة للجهات الثلاث، حيث تعاقب ممثلوها، خلال جلسة موضوعاتية، على استعراض الإمكانات الكبيرة التي تزخر بها هذه الأقاليم، والتي باتت تضطلع بدور متزايد الأهمية في الانتقال الطاقي للمملكة، وكذلك في مخططات التنمية المستدامة الوطنية.

وفي كلمة له، خلال افتتاح هذه الندوة، أعرب سفير المغرب لدى المملكة المتحدة، حكيم حجوي، عن فخره بمشاركة الأقاليم الجنوبية الثلاثة للمملكة، ولأول مرة، في هذا الحدث العالمي البارز.

وقال: إن المشاركة القوية للمغرب في منتدى هذا العام تعكس التقدم الذي أحرزته المملكة في تنفيذ نموذجها الجهوي الشامل.

وفي معرض إشارته إلى الشراكة المغربية البريطانية، التي بنيت عبر قرون من الصداقة والقيم المشتركة، أشار الدبلوماسي إلى أن علاقة التعاون هاته تتعزز وتتعمق لتشمل العديد من المجالات مثل الأمن، والتعليم والطاقة، والمناخ.

ورغم هذا التقدم، يتابع السفير، لا يزال هناك الكثير مما ينبغي القيام به للارتقاء بالشراكة المغربية- البريطانية إلى مستوى أرفع، مشيرا إلى أن تعزيز هذا التعاون يشكل أولوية بالنسبة للرباط ولندن.

وأشار إلى أن المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، جعل من تعزيز مكانته كقطب عالمي للتجارة والاستثمار أولوية وطنية واضحة واستراتيجية.

من جهة أخرى، أكد السيد حجوي أن النموذج التنموي، الذي أطلقه جلالة الملك سنة 2015، أحدث تحولا شاملا في الأقاليم الجنوبية، والتي أصبحت الجهات الأسرع نموا والأكثر دينامية في المملكة.

ولفت إلى أن هذه الأقاليم أضحت، بفضل اتصالها القوي بباقي القارة الإفريقية والعالم، مراكز للتجارة والطاقات المتجددة والصناعات الخضراء والبحث والابتكار، مؤكدا أن الداخلة والعيون وكلميم توفر، اليوم، "ممرا جديدا للنمو الأخضر نحو المملكة المتحدة".

وفي سياق متصل، ذكر السفير برغبة الرباط ولندن في بناء شراكة متكاملة تقوم على تحو ل طويل الأمد، مشيرا إلى أن هذه الرؤية الشاملة للنمو تتماشى، بشكل تام، مع المبادرة الملكية الأطلسية التي تهدف إلى ربط منطقة الساحل بباقي أنحاء العالم، وبالتالي خلق "ممر للأمل وفرصا استثنائية للجميع".

إثر ذلك، تعاقب ممثلو جهات الداخلة-وادي الذهب، والعيون- الساقية الحمراء، وكلميم- واد نون على تقديم عروض أمام الحضور، الذي ضم بالأساس مستثمرين يبحثون عن فرص جديدة للأعمال، حيث تم استعراض مقومات هذه الأقاليم وعروضها الاستثمارية.

في هذا السياق، أكد رئيس مجلس جهة الداخلة- وادي الذهب، الخطاط ينجا، أن المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، جعل من التنمية المستدامة أولوية وطنية.

وأوضح أن الأقاليم الجنوبية، بما فيها جهة الداخلة- وادي الذهب، توجد في صلب هذه الدينامية، مشيرا إلى أن هذه الأقاليم تجذب استثمارات هامة، لاسيما في مجالات الطاقات المتجددة، والهيدروجين الأخضر، والصيد البحري المستدام، والسياحة الإيكولوجية، والبنيات التحتية المرنة.

وأضاف السيد ينجا أن جهة الداخلة- وادي الذهب، التي تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي عند ملتقى طرق بين إفريقيا وأوروبا والأمريكيتين، توفر فرصا واسعة لإقامة شراكات عالمية، خاصة في مجال الاقتصاد الأخضر، مبرزا الإطار الملائم للأعمال الذي تم إرساؤه بالجهة لتشجيع الابتكار والمبادرة الخاصة ونقل التكنولوجيا.

وفي معرض تذكيره بالأهمية التي يوليها المغرب لحماية البيئة، ضمن مخططاته التنموية، استغل السيد ينجا فرصة انعقاد منتدى الطاقة النظيفة (إينوفيشن زيرو) بلندن لدعوة الشركاء الدوليين والمستثمرين والمبتكرين إلى استكشاف فرص الأعمال التي تزخر بها الجهة.

من جانبها، شددت نائبة رئيس مجلس جهة كلميم -واد نون، خولة الخرشي، على أهمية الطاقة المتجددة باعتبارها ركيزة استراتيجية للسياسات الاقتصادية والبيئية للمغرب.

وأبرزت أن المغرب، مسترشدا برؤية وطنية بعيدة المدى، يواصل بشكل حثيث جهوده لتحقيق أهدافه في مجال التنمية النظيفة والمستدامة، مشيرة إلى المؤهلات التي تزخر بها جهة كلميم -واد نون باعتبارها محورا رئيسيا للتنمية والانتقال الطاقي على الصعيد الوطني.

وفي هذا الإطار، أكدت أن الرؤية الملكية لتنمية الأقاليم الجنوبية تتجلى بشكل واضح في دينامية المبادرات الطاقية بجهة كلميم -واد نون، التي تساهم بشكل فعال في تحقيق النمو المستدام.

وأضافت أن الجهة أضحت، اليوم، رمزا لالتزام المغرب بخيار الطاقات النظيفة، والتنمية المستدامة، وتعزيز التعاون الدولي، داعية إلى تعزيز الشراكات بين المغرب وأوروبا، على أساس أهداف مشتركة تتمثل في حماية البيئة، وتعزيز الأمن الطاقي، ودعم الازدهار الاقتصادي والاندماج الإقليمي.

من جهتها، أبرزت خديجة الزاوي، خبيرة في مجال الطاقات المتجددة من جهة العيون- الساقية الحمراء، أن الأقاليم الجنوبية للمملكة أصبحت "فاعلا رئيسيا" في الجهود العالمية لمكافحة آثار التغير المناخي.

وأوضحت أن الأقاليم الجنوبية، التي راكمت أكثر من عقدين من التجربة الناجحة في مجال التنمية الخضراء، باتت، اليوم، تمتلك دروسا وتجارب ثمينة لتقاسمها مع مجتمع الأعمال المنخرط في مسار التنمية المستدامة.

وأضافت أن القرب الجغرافي للمغرب من أوروبا، ودوره كبوابة رئيسية نحو إفريقيا، يعززان فرص إقامة شراكات في مجال الانتقال الطاقي، وفق مقاربة رابح - رابح.

وخلال هذه الندوة، تابع الحضور عرضا لفيلم مؤسساتي يوثق للخطوات الكبرى التي قطعها المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مجالي التنمية المستدامة والانتقال الطاقي، وهي جهود تهدف إلى ترسيخ مكانة المملكة في المشهد الجديد لاقتصاد عالمي منخفض الكربون.

اترك تعليقاً