كوني فرانسيس نهاية حكاية صوت حمل الحب والوجع إلى العالم

أُعلن رسميا عن وفاة أيقونة الغناء الأمريكية كوني فرانسيس، مساء أمس، بعد صراع طويل مع المرض ومسيرة فنية استثنائية امتدت لأكثر من ستة عقود. وأكد الخبر صديقها ومدير أعمالها، رون روبرتس، في بيان مؤثر نشره عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، جاء فيه: "قلوبنا مثقلة بالحزن، وكان من واجبنا أن نبلغ جمهورها الوفي بهذا النبأ الأليم".
وأشار روبرتس إلى أن تفاصيل مراسم الجنازة والإجراءات المرتبطة بها ستعلن لاحقا، مؤكدا أن الفنانة الراحلة كانت محاطة بالمحبة والاحترام حتى اللحظات الأخيرة.
وجاءت الوفاة بعد أسابيع من معاناة صحية حرجة، أجبرت كوني فرانسيس على دخول المستشفى وإلغاء عدد من حفلاتها المقررة خلال الشهر الجاري. وعلى الرغم من محاولاتها المستمرة للعودة إلى المسرح، فإن حالتها لم تسعفها لتحقيق ذلك.
المفارقة أن رحيلها تزامن مع عودة أغنيتها الشهيرة "Pretty Little Baby" (1962) إلى الواجهة بعد انتشار واسع لها عبر تطبيق تيك توك، حيث أصبحت ضمن أكثر الأغاني استماعا على المنصات الرقمية خلال الأسابيع الأخيرة. وقد تفاعلت كوني مع هذا النجاح برسالة صوتية مؤثرة، قالت فيها إنها حرّكت شفتيها مع التسجيل للمرة الأولى منذ أكثر من ستين عامًا.
وفي فيديو آخر، عبرت عن امتنانها العميق لفنانين شباب مثل تيموثي شالاميه، أريانا غراندي، وتايلور سويفت، الذين قدّموا لها تحية فنية خاصة عبر حساباتهم، محتفين بإرثها الغنائي المميز.
ولدت كوني فرانسيس، واسمها الحقيقي كونسيتا روزا ماريا فرانكونيرو، في 12 ديسمبر 1937 بنيوآرك، نيو جيرسي. بدأت رحلتها الموسيقية منذ الطفولة، إذ دعمها والدها بقوة وظهرت في برامج تلفزيونية للأطفال، قبل أن تخوض تجارب أولية لم تحقق فيها نجاحًا لافتًا.
الانطلاقة الحقيقية جاءت عام 1958، حين أعادت أداء أغنية "Who’s Sorry Now"، محققة نجاحًا ساحقًا جعلها تتصدر قوائم "بيلبورد"، لتدخل بعدها في سلسلة من النجاحات بأغاني مثل:
Stupid Cupid، Lipstick on Your Collar، My Happiness، وغيرها.
وقد تميزت بقدرتها على الغناء بلغات عدة، من بينها الإيطالية، الفرنسية، الإسبانية، والألمانية، ما ساعدها على الوصول إلى جماهير متعددة حول العالم.
شاركت كوني فرانسيس في عدد من الأفلام الغنائية الخفيفة، أبرزها:
Where the Boys Are وLooking for Love، مستفيدة من صوتها العذب وملامحها البريئة لترسيخ صورة الفتاة الحالمة التي أحبها الجمهور في الستينيات.
وخلال مسيرتها، باعت أكثر من 100 مليون نسخة من أعمالها، وظل اسمها حاضرا في الذاكرة الموسيقية العالمية كواحدة من أعظم مطربات القرن العشرين. وبقي صوتها مرتبطا بمشاعر الحب والحنين لدى أجيال متعاقبة.