دور الذكاء الاصطناعي في تطوير الطب الشخصي

تم، يومه الاثنين بفاس، إبراز الدور الهام للذكاء الاصطناعي في تطوير الطب الشخصي، بمناسبة تنظيم ندوة علمية حول موضوع "الطب 4.0: ثورة للولوج إلى علاج شخصي".
فقد سلط محمد الشرقاوي، أستاذ بجامعة لونغ آيلاند بنيويورك، الذي نشط هذه الندوة، المنظمة بمبادرة من كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان بفاس، الضوء على التطبيقات العملية للطب 4.0، لاسيما من خلال تطوير توائم افتراضية للقلب والكبد لاختبار علاجات جديدة، والوقاية من مخاطر التسممات الدوائية، وتوجيه التدخلات الجراحية على المقاس.
وأوضح السيد الشرقاوي، أيضا، أن "الطب 4.0 يرتكز على الرعاية الشخصية، على اعتبار أن كل مريض يشكل حالة خاصة ويستلزم تكفلا يتلاءم وخصائصه الجينية وتاريخه الصحي"، وأن "أقل من 5 في المائة من الجينوم الإفريقي يؤخذ بعين الاعتبار في تطوير الأدوية على المستوى الدولي"، مما يجعل العديد من العلاجات غير مناسبة للسكان المغاربة والأفارقة.
وفي هذا السياق، أكد على أهمية الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، والبيانات الطبية في تطوير مقاربة على المقاس، تأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات المحلية، كما أن "الطب 4.0 يقوم على الجمع المكثف والمنظم للبيانات الطبية، وتحليلها بواسطة آليات الذكاء الاصطناعي، واستخدام المحاكاة الرقمية للمرضى، لاسيما إنجاز توائم رقمية، من أجل النهوض بالقدرات التنبؤية للعلاجات"، إضافة إلى أن تطوير التوائم الرقمية الافتراضية للقلب والكبد يساهم في اختبار علاجات جديدة، ومحاكاة التدخلات الجراحية واستباق ردود فعل المرضى دون خطر حقيقي
ومن جهته، أكد رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، على أهمية هذه الندوة التي تندرج في إطار دينامية التعاون الدولي التي تنهجها الجامعة، مضيفا أن الصحة تعتبر مجالا استراتيجيا لاستعمال الذكاء الاصطناعي، وأضاف "نحرص، من خلال شراكاتنا مع جامعات دولية، على تطوير مشاريع مشتركة في الطب الرقمي، خدمة للباحثين والجهة".
كما شدد، من جانبه، عميد كلية الطب والصيدلة بفاس، طارق الصقلي الحسيني، على الطابع المبتكر للطب 4.0 الذي يتجاوز الرقمنة البسيطة ليستكشف العلاقة بين البحث والعلاجات، مؤكدا أن الأمر يتعلق بطب شخصي يرتكز على المريض، حيث يتم تسخير التقنيات الحديثة، لاسيما الذكاء الاصطناعي، لتقديم أفضل تكفل ممكن، مشيرا إلى أن " من شأن هذا النموذج فتح المجال لثورة في المنظومة الصحية".
وعلى هامش هذه الندوة، تم توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين كلية الطب والصيدلة بفاس وجامعة لونغ أيلاند ومجموعة من الشركاء الصناعيين، تروم تعزيز التعاون في مجالات البحث والتطوير وتطبيق تقنيات الطب الرقمي في الممارسات الطبية الحديثة.