المكسيكيون المرحلون من الولايات المتحدة في تزايد

أعلنت السلطات المكسيكية، أمس الاثنين، أنها استقبلت ما مجموعه 56 ألفا و298 مواطنا مكسيكيا تم ترحيلهم من الولايات المتحدة، منذ تولي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منصبه في 20 يناير الماضي، وذلك في إطار برنامج وطني يروم دعم العائدين وضمان حقوقهم الأساسية.
وأكد نائب وزير الداخلية المكسيكي، أرتورو ميدينا باديلا، خلال ندوة صحفية ترأستها وزيرة الداخلية، روزا إيسلا رودريغيز، أن الحكومة "تحرص على تلبية احتياجات المرحلين وصون كرامتهم وحقوقهم الإنسانية"، مشيرا إلى تعبئة 34 هيئة حكومية، بالإضافة إلى دعم القطاع الخاص في تنفيذ هذا البرنامج.
وأوضح المسؤول أن عدد المرحلين المسجل يمثل زيادة بنسبة 67.6 في المائة، مقارنة بآخر الإحصائيات الصادرة في ماي الماضي، تم استقبال 24 ألفا و82 شخصا من بينهم في أحد مراكز الإيواء العشرة التي أقيمت في الولايات الحدودية باخا كاليفورنيا، وتشيواوا، وسونورا، وكواهويلا، ونويفو ليون، وتاماوليباس.
وتتوفر هذه المراكز، حسب المصدر ذاته، على قدرة استيعابية تصل إلى 25 ألف شخص في الوقت ذاته، فيما تم تسجيل 12 ألفا و183 وافدا عن طريق الجو.
وأشار ميدينا إلى أنه يتم كذلك تقديم خدمات إنسانية أولية للمرحلين الذين لا يلتحقون بمراكز الإيواء، تشمل تسليم وثائق الترحيل، وتوفير وجبات غذائية، وخدمات الاتصال الهاتفي، والإرشاد القانوني، وتذاكر النقل نحو أماكن إقامتهم الأصلية.
وفي سياق الدعم الاجتماعي، حصل نحو 19 ألفا و282 مرحلا على "بطاقة الرفاهية للوافدين" بقيمة مالية تبلغ 2000 بيزو (ما يعادل 102 دولار تقريبا)، لمساعدتهم على العودة إلى ديارهم، كما تم إصدار 34 ألفا و918 بطاقة انخراط في المعهد المكسيكي للضمان الاجتماعي لأسباب إنسانية وتضامنا مع المرحلين.
وتعرب السلطات المكسيكية عن قلقها إزاء تصاعد وتيرة الترحيلات الجماعية التي تعهد بها الرئيس الأمريكي، لاسيما وأن المواطنين المكسيكيين يشكلون حوالي نصف عدد المهاجرين غير النظاميين في الولايات المتحدة، ويعتبرون فاعلا اقتصاديا رئيسيا، حيث بلغت تحويلاتهم المالية رقما قياسيا في عام 2024 بنحو 65 مليار دولار، ما يعادل 4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي المكسيكي.
وتخشى الحكومة المكسيكية، كذلك، من انعكاسات مقترح أمريكي بفرض ضريبة بنسبة 5 في المائة على التحويلات المالية، وهو ما تعتبره انتهاكا لاتفاقية تجنب الازدواج الضريبي الموقعة بين البلدين سنة 1994.
ومن المرتقب أن تعقد رئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، يومه الثلاثاء، أول لقاء مباشر لها مع الرئيس ترامب على هامش قمة مجموعة السبع في كندا، حيث أكدت، في تصريح سابق، أنها ستدافع "بكرامة وحزم" عن مصالح المكسيكيين على جانبي الحدود.