الرقمنة عامل حقيقي لخلق الثروة
صورة - م.ع.ن
افتتحت يومه الأربعاء بالدار البيضاء، الدورة الثالثة للمؤتمر الدولي "Digital Now"، المنعقدة يومي 20 و21 دجنبر تحت شعار "المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة في العصر الرقمي: تحرير المؤهلات، وإلهام الابتكار"، بمبادرة من نادي المسيرين المغرب. وتعد هذه الدورة حدثا رائدا لمنظومة التحول الرقمي بالمغرب، كما تمثل نقطة التقاء أساسية للمهنيين المنخرطين في التنمية الرقمية والمقاولاتية للمملكة. وتعرف هذه الدورة تنظيم لقاءات بين الشركات ومؤتمرات وموائد مستديرة موضوعاتية، حيث سيتم تخصيص كل نصف يوم لأحد الموضوعين الرئيسيين اللذين يتناولهما المؤتمر. وستشمل المواضيع المدرجة في برنامج المؤتمر أحدث الاتجاهات في مجال التحول الرقمي، بما في ذلك تأثير الذكاء الاصطناعي على المقاولات والتحديات المتعلقة بالأمن السيبراني.
وفي كلمة تلتها نيابة عنها الكاتبة العامة للوزارة "سارة
العمراني"، أكدت الوزيرة المنتدبة
المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة "غيثة مزور"، أن الرقمنة تعد
عاملا حقيقيا لخلق الثروة والتنمية الاقتصادية. موضحة أن المغرب انخرط بشكل كامل في التحول الرقمي على عدة
مستويات، وقد برهنت مختلف الجهات الفاعلة والقطاعات المغربية على التزام وقدرة على
التكيف. مبرزة أن الوزارة قامت بإعداد خطط عمل مختلفة تهدف إلى مواكبة
التحول الرقمي للمقاولات المغربية عبر عدة عروض للمواكبة، من بينها وضع منصات
للدعم لمساعدة المقاولات على بلوغ النضج الرقمي. مشيرة إلى أنه في إطار مواكبة حاملي المشاريع والمقاولات الناشئة،
تم إبرام العديد من الشراكات مع القطاع الخاص والحاضنين، بما في ذلك التعاون مع
"التكنوبارك" لتغطية جهات المملكة الـ12، مضيفة أن هدف الوزارة هو تلبية
الاحتياجات الخاصة للمقاولات المغربية وتشجيع إبداعها.
ومن جانبه، ذكر "إدريس الظريف" الرئيس
المؤسس لنادي المسيرين (CDD)، بأن استخدام التكنولوجيات
يحسن بيئة العمل ومناخ الأعمال، ويعزز الولوج السريع والفعال للمواطنين إلى
الخدمات ويضمن جودتها، ويحد بالتالي من التنقل غير الضروري. مسجلا أن نادي المسيرين يطمح إلى إحداث منظومة مقاولاتية رقمية
وتمكين المقاولات المغربية من اعتماد التكنولوجيات المستقبلية، مشيدا بشركاء
النادي الذين ساهموا في تأسيس هذا المؤتمر كمنصة للنقاش البناء.
ومن جهته، أكد "هشام الشيكر" رئيس جمعية
مستعملي الأنظمة المعلوماتية بالمغرب (AUSIM)، أن النمو الاقتصادي اليوم رهين بالتكنولوجيا الرقمية وأن
التحول الرقمي للمقاولات يعتمد على قدرتها على التكيف، ومن ثم تأتي ضرورة إعداد
الكفاءات اللازمة. مبينا أن التحول الرقمي يعتبر مسألة وجود بالنسبة للمقاولات،
ولكنه لا يقتصر على مجرد اعتماد الأدوات الرقمية، بل هو تحول في النماذج التي تشمل
تكوين الكفاءات والتوعية والاستئناس بالأدوات الرقمية، مشيرا إلى الحاجة
لاستراتيجيات لا يقتصر دورها على الاستجابة للتحديات الحالية فحسب، بل تعمل على
إعداد المقاولات الوطنية لمواجهة تحديات المستقبل. مؤكدا أنه ينبغي للمقاولات أن تتكيف رقميا وإنسانيا كذلك، كما
يتعين الاشتغال بشكل أكبر على مواضيع هجرة الأدمغة والأمن السيبراني، لخلق مستقبل
تكون فيه التكنولوجيا الرقمية مرادفة للتنمية لفائدة الجميع.
وبدورها، اعتبرت المديرة العامة للتكنوبارك "لمياء
بن مخلوف"، أن هذه الحاضنة تشكل إحدى ركائز التطور التكنولوجي للمغرب، مبرزة
الالتزام الكبير للشركات الناشئة المغربية في مجال تحويل المقاولات لتصبح مبتكرة
ورقمية في آن واحد. مشددة على أن الحاجة إلى التكنولوجيا الرقمية أثبتت نفسها خلال
الجائحة وفترة ما بعد كوفيد19، حيث مكنت التكنولوجيا الرقمية المقاولات من الرفع
من صمودها ومن الاستمرار، لافتة إلى أن الرقمنة تظل رافعة أساسية للتنافسية. مسلطة كذلك الضوء على
دعم الوزارة لخارطة طريق التكنوبارك التي تضع توسيع شبكته في مختلف جهات المملكة
في صلب أهدافها، داعية القطاع الخاص إلى تقديم الدعم للمقاولات الناشئة من خلال
تمويلات مكيفة وولوج هذه المقاولات الناشئة إلى الأسواق.