الدار الروسية في المغرب توثق إرث الوجود الروسي في بلاد المغرب العربي


الدار الروسية في المغرب توثق إرث الوجود الروسي في بلاد المغرب العربي صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

       نظم المركز الروسي للعلوم والثقافة بالرباط، من خلال ناديه التاريخي، فعالية ثقافية متميزة بعنوان "الروس في بلاد المغرب العربي: الذاكرة والإرث"، بالشراكة مع بيت التراث الروسي في الخارج الذي يحمل اسم الكاتب الروسي الشهير ألكسندر سولجينيتسين، وبدعم من صندوق إرث الوجود الروسي في الخارج.

ويعد هذا النشاط جزءًا من مشروع بحثي وثقافي يجري تنفيذه في المغرب وتونس والجزائر، بهدف توثيق الوجود الروسي في المنطقة وإبراز أثره الحضاري والثقافي.

 

شارك في اللقاء عدد من الشخصيات الروسية البارزة، من بينهم مارينا يوريفنا سوروكينا، المتخصصة في تاريخ الوجود الروسي بالخارج، وعضو المجلس الاستشاري لوكالة "روس سوترودنيتشيستفو"، وإيلينا فيكتوروفنا كريفوفا، رئيسة قسم التعاون الدولي في بيت التراث الروسي، إلى جانب الأب مكسيم ماساليتين، كاهن كنيسة القيامة في الرباط.

 

وتناول المتدخلون خلال الفعالية أهداف المشروع ومجالات عمل بيت التراث الروسي، مع استعراض قصص وإسهامات عدد من المواطنين الروس الذين عاشوا في المغرب وتركوا بصمات واضحة في مجالات الفن والعمارة والأدب والعلوم. كما أكدوا على أهمية الحفاظ على هذا التراث المشترك كجسر لتعزيز العلاقات الثقافية بين روسيا والمغرب.

 

من جانبه، قدم الأب مكسيم ماساليتين لمحة عن تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في المغرب، التي تعتبر من أوائل المؤسسات الروسية في البلاد، مشيرا إلى أن عام 2027 سيصادف مرور قرن كامل على تأسيسها. كما استعرض تاريخ كنيسة القيامة بالرباط، التي تعد أقدم كنيسة روسية في القارة الإفريقية.

 

وحظيت الندوة بتفاعل واسع من الجالية الروسية المقيمة في الرباط والدار البيضاء، إلى جانب عدد من الباحثين والمهتمين بتاريخ الهجرة الروسية، الذين طرحوا أسئلة أغنت النقاش وأبرزت عمق الاهتمام بالموضوع.

 

وفي 2 أكتوبر، قام وفد المشروع بزيارات ميدانية شملت المقبرة المسيحية وكنيسة القيامة في الرباط، والمقبرة المسيحية في الدار البيضاء، حيث تم توثيق قبر فلاديمير ديميترييفيتش بليتنيف (1877–1954)، وهو أحد أبرز الشخصيات الروسية التي عاشت في المغرب، قبل أن يختتم الوفد جولته بزيارة كنيسة رقاد السيدة العذراء التاريخية.

 

واختتم البرنامج بلقاء جمع الوفد مع القنصل العام الروسي في الدار البيضاء، حيث تم بحث سبل صون الذاكرة التاريخية للوجود الروسي في المغرب، وأشاد المشاركون بما تزخر به المملكة من تنوع ثقافي وتاريخي يعكس عمق علاقاتها الحضارية مع مختلف الشعوب.

اترك تعليقاً