التعاونيات النسائية بشيشاوة نموذج ناجح لتمكين المرأة وتعزيز الاقتصاد الاجتماعي

         منذ إطلاقها سنة 2005، ما تزال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تولي اهتماما خاصا بالتعاونيات النسائية في إقليم شيشاوة، إدراكا منها لدورها الحيوي في خلق الثروة المحلية وتعزيز التنمية المستدامة.

ويأتي هذا الالتزام المتواصل في سياق دعم بنيات اقتصادية واجتماعية تسهم في تمكين النساء من تحقيق دخل قار، وخلق فرص شغل مستدامة، مما ينعكس إيجابا على النسيج المجتمعي المحلي. ويجسّد الاحتفال باليوم العالمي للتعاونيات، هذه السنة تحت شعار "التعاونيات، تعزيز حلول شاملة ومستدامة من أجل عالم أفضل"، مناسبة لتسليط الضوء على أهمية هذه البنيات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.

ومن بين النماذج الناجحة التي تجسد الأثر الإيجابي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تبرز تعاونية "تاونزة للتنمية الفلاحية" بمركز دويران، والتي تأسست سنة 2012، وتعمل في مجال إنتاج وتسويق الزيتون ومشتقاته. وتضم التعاونية 19 متعاونة، وتوفر تشكيلة واسعة من المنتجات المجالية، منها "الهريسة الحمراء"، والليمون المصبر، والزيتون الطبيعي والمخلل، بأصنافه المختلفة.

وقد تم إنجاز هذه التعاونية باستثمار إجمالي بلغ 300 ألف درهم، منها 180 ألف درهم تمويل من المبادرة، وتضم مرافق إنتاج وتخزين وتغليف متطورة. وأكدت رئيستها، حبيبة أحنشاو، أن دعم المبادرة مكن التعاونية من تحسين دخلها بشكل ملحوظ، وتوسيع حضورها على الصعيد الوطني، خاصة في السوق التضامني بالدار البيضاء.

وفي السياق ذاته، تشكّل تعاونية "نساء الخير" بالجماعة القروية مزوضة مثالا آخر على نجاح نموذج التعاونيات النسائية. تأسست سنة 2016، وهي متخصصة في إنتاج الزرابي، والتطريز، والخياطة. وتضم التعاونية ثماني نساء، وتم إنشاؤها بكلفة إجمالية بلغت 285.200 درهم، ساهمت المبادرة بـ171.120 درهم منها.

وأوضحت رئيسة التعاونية، سعيدة بندام، أن التعاون بدأ في مجال النسيج، ثم توسع ليشمل الخياطة والحياكة، وذلك بفضل الدعم المالي والتقني الذي ساعد في تحسين جودة المنتجات وتسويقها على نطاق أوسع.

من جهتها، أبرزت أمينة كراتي، رئيسة مصلحة "تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب" بعمالة شيشاوة، أن التعاونيات النسائية في الإقليم تلعب دورا محوريا في النهوض بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مشيدة بجودة منتجاتها وقدرتها على المنافسة وطنيا.

كما أشارت إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ساهمت بشكل فعّال في تمكين هذه التعاونيات من الولوج إلى الأسواق وترويج منتجاتها عبر الدعم والمواكبة المستمرة.