طلبة جامعة فاس يعيدون الحياة إلى الكلاسيكيات في عرض مسرحي مبتكر


 طلبة جامعة فاس يعيدون الحياة إلى الكلاسيكيات في عرض مسرحي مبتكر   صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

        في عرض مسرحي بعنوان "وقت الانتظار: المسرح في اختبار إعادة الكتابة"، خاض طلبة جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، يوم الثلاثاء، تجربة فنية تربوية فريدة من نوعها، جسّدوا من خلالها تحدي إعادة كتابة وإحياء أعمال أدبية كلاسيكية برؤية معاصرة تتماشى مع روح العصر.

 

وشكل العرض، الذي شارك فيه طلبة المدرسة العليا للأساتذة وكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز، فرصة لإعادة تصور نصوص عالمية مثل "المريض الوهمي" لموليير و"في انتظار غودو"* لصامويل بيكيت، في قالب جديد يجمع بين الوفاء لروح النص الأصلي والانفتاح على قضايا اليوم.

 

واعتبر محمد مبتسم، عميد كلية الآداب، أن المبادرة تندرج ضمن مقاربة تربوية تعتمد على إعادة الكتابة الإبداعية كأداة تعليمية تتيح للطلبة فهم واستيعاب الأعمال الأدبية الكبرى بشكل نشيط وتشاركي. وأشار إلى أن هذه التجربة ساعدت الطلبة على تطوير الثقة بالنفس والقدرات الإبداعية والتواصلية.

 

من جهتها، أوضحت فاطمة التوزاني الإدريسي، الأستاذة المشرفة على المشروع ومخرجة العرض، أن الطلبة اختاروا شخصيات من الأدب الفرنسي والعالمي مثل بوفاري، وتارتوف، ولالة عائشة، وكتبوا حواراتهم الخاصة، مما مكنهم من الجمع بين مهارات القراءة، والكتابة، والتمثيل، مشيرة إلى أن المشروع استغرق عاما كاملا من التداريب المكثفة خارج الإطار الدراسي.

 

أما علي أحيتوف، مدير المدرسة العليا للأساتذة، فأبرز أن هذا المشروع يترجم قدرة الجامعة على تجاوز الأطر الأكاديمية التقليدية وجعل الأدب ممارسة حية، بينما رأى الطالب المهدي رشاك أن العرض هو تتويج لجهد جماعي دام خمس سنوات.

 

وأجمع المشاركون على أن تجربة إعادة كتابة الكلاسيكيات ليست مجرد تمرين فني، بل هي مقاربة تربوية فعالة في تحفيز التفكير النقدي، وصقل الحس الإبداعي، وتعزيز ملكات التعبير لدى الطلبة، ما يعكس أهمية دمج المسرح والفنون ضمن المناهج التعليمية.

اترك تعليقاً