واشنطن تنهي الحماية المؤقتة لمواطني جنوب السودان قرار جديد يهدد العشرات بالترحيل

         أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأميركية، في إخطار رسمي صدر الأربعاء، عن بدء إجراءات إنهاء برنامج الحماية المؤقتة الممنوح لمواطني جنوب السودان منذ أكثر من عقد، في خطوة تعد امتدادا لسياسات إدارة الرئيس دونالد ترمب الهادفة إلى تضييق أوضاع الإقامة القانونية للمهاجرين.

ووفقا للإشعار، فإن التصنيف القانوني الذي كان يحمي هؤلاء من الترحيل انتهى رسميا مطلع الأسبوع، ويمنح المشمولون به مهلة ستين يوما لمغادرة الأراضي الأميركية، قبل أن يصبحوا عرضة للترحيل اعتبارا من يناير 2026.

بررت الوزارة قرارها بأن جنوب السودان لم يعد يستوفي شروط برنامج الحماية المؤقتة، مشيرة إلى أن نحو 232 مواطنا جنوبيا استفادوا من هذا الوضع في السنوات الماضية، فيما لا تزال 73 طلبا قيد النظر.

ويعرف القانون الأميركي برنامج الحماية المؤقتة على أنه وضع إنساني استثنائي يمنح لمواطني دول تواجه حروبا أو كوارث طبيعية أو أزمات إنسانية، ويتيح لهم الإقامة والعمل مؤقتاً في الولايات المتحدة دون الخوف من الترحيل.

ورغم انتهاء الحرب الأهلية في جنوب السودان عام 2018 بعد صراع دام أودى بحياة نحو 400 ألف شخص، فإن البلاد ما زالت تعاني من أزمات إنسانية واقتصادية خانقة. وأفاد المرصد العالمي للجوع، المدعوم من الأمم المتحدة، هذا الأسبوع بأن مستويات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في جنوب السودان لا تزال مرتفعة للغاية".

ويأتي هذا القرار ضمن سلسلة خطوات اتخذتها إدارة ترمب لإلغاء أو تقييد برامج الحماية والهجرة، إذ سبق أن سحبت الحماية المؤقتة من مواطني سوريا وفنزويلا وهايتي وكوبا ونيكاراغوا وغيرها، في إطار سياسة "أميركا أولا" التي شددت القيود على اللاجئين والمهاجرين.

ويرى مراقبون أن الخطوة قد تثير انتقادات حقوقية ودبلوماسية جديدة، بالنظر إلى هشاشة الأوضاع الإنسانية في جنوب السودان وعدم توافر ظروف آمنة لعودة المتضررين.