نسوىة في موسم طانطان يبرعن في إنتاج خيمة الرحل الصحراوية


نسوىة في موسم طانطان يبرعن في إنتاج خيمة الرحل الصحراوية
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      في قلب موسم طانطان، حيث يحتفى بسحر التقاليد وثقافة الرحل، تنبري نساء جهة كلميم-وادنون كحارسات للذاكرة، لينسجن بأناملهن الماهرة خيوط حكاية أسلوب حياة، ويبدعن بعشق صناعة منتجات تقليدية نابضة بأصالة موروث حضاري ضارب في عمق الزمن.

 تلك المهارة التي بصمت عليها نساء أقاليم هذه الجهة في صناعة المنتجات التقليدية الخاصة بالرحل، لا تخطئها عين الزوار المتوافدين على معرض جهوي، منظم ضمن فعاليات موسم طانطان المتواصل حتى 18 ماي الجاري، تحت شعار "موسم طانطان: شاهد حي على عالمية ثقافة الرحل".

مشاركة هؤلاء النساء اللواتي انخرطن في إطار تعاونيات وجمعيات نسائية من أقاليم جهة كلميم-وادنون، ضمن هذه الفعاليات تبتغي التعريف بمنتجاتهن المحلية، ومنها مستلزمات الرحل والترحال، وتنشد إبراز خصوصيات وأصالة المنتوج المحلي الذي تزخر به الأقاليم الجنوبية للمملكة.

 وتسلط هذه المنتجات المتنوعة الضوء على ثقافة الرحل، من خلال عرض كل ما تتطلبه حياة الترحال، من خيمة صحراوية، وعتاد الإبل وزينة الجمال، بالإضافة إلى منتجات أخرى كالحصير والأطباق التقليدية التي تصنع في الغالب من نبتة السمار.

وتعتمد النساء، في عملية نسج الخيام، على حياكة شعر الماعز والجمال، وذلك بعد قصه وإعداده باستعمال "القرشال"، ثم المرور إلى غزله كخيوط بالاستعانة ب "المغزل" وغسله ونسجه لاستخراج قطع يطلق عليها اسم "لفليج" مزينة بخيوط منسوجة من شعر الجمال، بألوان تشكل لوحة تراثية يتجلى فيها الإبداع التقليدي لأهل الصحراء في أبهى صوره.

وفي هذا الصدد، قالت الجيلة مزين، رئيسة (تعاونية علي مزين لنسج الخيام الصحراوية) بمدينة أسا بإقليم أسا-الزاك، في تصريح: إن عملية نسج الخيام تتطلب عملا وجهدا متواصلا لكون نسج الخيمة يمر من عدة مراح،ل منها: تجميع كميات من شعر الماعز، وإعداده باستعمال "القرشال" وغزله كخيوط ثم غسله للحصول على قطعة "الفليج"، مشيرة إلى أن مدة نسج خيمة قد تستغرق شهرا كاملا.

واعتبرت، من جهة أخرى، أن هذا المعرض، المنظم من قبل الغرفة الجهوية للصناعة التقليدية بجهة كلميم-واد نون، يعد مناسبة بالنسبة للصناع التقليديين لتسويق منتجاتهم والتعريف بها.

 من جهتها، عبرت اجميعة كرشان، رئيسة (تعاونية كرشان لصناعة الخيام) بجماعة اعوينة إيغمان إقليم أسا-الزاك، عن سعادتها للمشاركة في هذا المعرض الذي يمثل فرصة مواتية للحرفيين لتسويق منتجاتهم.

من جانبه، أبرز المدير الجهوي للسياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بكلميم-وادنون، سيدي أحمد الراجي العلوي، في تصريح مماثل، أن تنظيم هذا المعرض، في إطار فعاليات موسم طانطان، يعكس أهمية الصناعة التقليدية باعتبارها رافدا من روافد ثقافة الرحل.

 وأضاف أن هذا المعرض يتضمن مجموعة من المنتجات المحلية، مع التركيز، خلال دورة هذه السنة من موسم طانطان، على الخيمة الصحراوية، وذلك من أجل تثمين هذا التراث، ونقل ثقافة الرحل إلى الأجيال القادمة، وتشجيعها على الانخراط في التنمية الثقافية الجهوية لتحقيق إشعاع وطني ودولي.

 ويتضمن برنامج الدورة الثامنة عشرة من موسم طانطان، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تنظيم مسابقة في حلب الإبل والألعاب الشعبية التقليدية، وسهرات موسيقية يحييها فنانون بارزون، إضافة إلى مشاركة مواهب محلية ستضيف بعدا احتفاليا خاصا لهذه التظاهرة.

كما ستعرف هذه الدورة تنظيم ندوتين: أولاهما مخصصة لملف الاستثمار وبحث سبل تعزيز التنمية المحلية وتشجيع الشراكات الاقتصادية في المنطقة، والثانية تتمحور حول موضوع "الشعر النسائي الحساني" وتسلط الضوء على إبداع المرأة الصحراوية في المجال الأدبي، ودورها في حفظ ونقل التراث الشفهي.

يذكر أن موسم طانطان يستضيف، ومنذ ثماني سنوات، دولة الإمارات العربية المتحدة كشريك، معززا بذلك الروابط التعاونية والتبادل الثقافي التي تميز هذا الحدث الرمزي، وتجسد العلاقات مع المغرب.

اترك تعليقاً