نسور قرطاج في اختبار استعادة الهيبة بكأس إفريقيا 2025 بعد خيبة كوت ديفوار


نسور قرطاج في اختبار استعادة الهيبة بكأس إفريقيا 2025 بعد خيبة كوت ديفوار صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - و.م.ع

       يدخل المنتخب التونسي منافسات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم (المغرب 2025) بطموحات كبيرة لمحو خيبة الخروج المبكر من النسخة الماضية التي احتضنتها كوت ديفوار، والسعي إلى استعادة صورة المنتخب القادر على مقارعة كبار القارة والمنافسة على الألقاب.

 

وكانت مشاركة نسور قرطاج في دورة كوت ديفوار 2024 قد انتهت بشكل صادم، بعدما غادروا البطولة من الدور الأول واحتلوا المركز الأخير في مجموعتهم التي ضمت منتخبات جنوب إفريقيا ومالي وناميبيا، ما خلف موجة استياء واسعة في الأوساط الرياضية والجماهيرية التونسية، رافقتها مطالب بمحاسبة المسؤولين ومراجعة شاملة للجوانب الفنية والتسييرية للمنتخب.

 

وتحضر هذه الانتكاسة بقوة في أذهان الجيل الحالي من اللاعبين، الذين يتحملون مسؤولية التعويض وفتح صفحة جديدة في تاريخ الكرة التونسية خلال نسخة المغرب 2025، مستندين في ذلك إلى خبرة الإطار الفني سامي الطرابلسي، الذي راكم تجربة واسعة في كأس إفريقيا للأمم كلاعب ومساعد مدرب ومدرب.

 

ويعول المنتخب التونسي على المسار اللافت الذي بصم عليه في تصفيات كأس العالم 2026، حيث حقق تسعة انتصارات وتعادلا واحدا دون أن تهتز شباكه، وهو إنجاز غير مسبوق يعكس الصلابة الدفاعية والانسجام الجماعي للفريق، وقد يشكل حافزا قويا لخوض غمار البطولة القارية بثقة أكبر والعودة إلى دائرة المنافسة على الألقاب.

 

كما أسهم التعادل الذي حققه المنتخب في المباراة الودية أمام البرازيل، الشهر الماضي، في رفع سقف تطلعات الجماهير التونسية، التي باتت ترى في هذا الجيل إمكانية حقيقية للمنافسة على اللقب، شريطة الحفاظ على الروح والانضباط نفسهما خلال مباريات البطولة.

 

وفي هذا الصدد، أكد المدرب سامي الطرابلسي أن الأداء المميز أمام البرازيل عزز آمال الجماهير، مشددا على أن التتويج القاري يمر عبر التعامل مع جميع المباريات بنفس التركيز والرغبة والإرادة التي أظهرها اللاعبون في تلك المواجهة.

 

ورغم مشروعية الطموح التونسي بالنظر إلى تاريخ المنتخب وقدرته على التكيف مع مختلف الظروف، فإن تجسيد حلم التتويج يتطلب جاهزية بدنية وذهنية عالية لمجاراة النسخة المرتقبة، التي يتوقع المتابعون أن تعرف مستوى تنافسيا قويا في ظل مشاركة منتخبات تملك بدورها كل مقومات التتويج.

 

وأوقعت قرعة كأس إفريقيا للأمم (المغرب 2025) المنتخب التونسي في المجموعة الثالثة، إلى جانب منتخبات نيجيريا وأوغندا وتنزانيا، في مجموعة تبدو متوازنة لكنها لا تخلو من صعوبات.

 

ويمتلك المنتخب التونسي سجلا حافلا في البطولة القارية، إذ شارك في نهائيات كأس أمم إفريقيا في 21 مناسبة، وداوم على الحضور في جميع النسخ منذ 1994 إلى غاية 2025، غير أنه لم يتوج سوى بلقب وحيد، أحرزه على أرضه سنة 2004.

 

ووصل “نسور قرطاج” إلى المباراة النهائية ثلاث مرات، خسروا أولها أمام غانا عام 1965 (3-2)، والثانية أمام جنوب إفريقيا عام 1996 (2-0)، قبل أن يتوجوا بلقبهم الوحيد على حساب المنتخب المغربي بنتيجة (2-1) في نهائي 2004.

 

كما احتلت تونس المركز الثالث مرة واحدة في أول مشاركة لها عام 1962، عقب فوزها على أوغندا (3-0)، وحلت في المرتبة الرابعة في ثلاث مناسبات أعوام 1978 و2000 و2019، ما يعكس تاريخا قاريا غنيا يسعى الجيل الحالي إلى إحيائه من جديد فوق الملاعب المغربية.

اترك تعليقاً