مهني: منطقة القبائل يحتلها نظام جزائري استعماري في ممارساته وخطاباته وأساليبه


مهني: منطقة القبائل يحتلها نظام جزائري استعماري في ممارساته وخطاباته وأساليبه صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      في الوقت الذي تستعد فيه الجزائر لتنظيم احتفالاتها الرسمية بمناسبة عيد استقلالها، تُحتجز منطقة القبائل مرة أخرى رهينة لدى قوات الاحتلال التابعة لنظام لم يكف، بحسب قادة القبائل، عن كونه استعماريا في ممارساته وخطاباته وأساليبه.

على مدى ثلاثة أيام، انتشر حضور أمني شبه حربي في مدن وقرى القبائل، كما عرفت هذه المناطق انتشارا واسعا لدبابات خفيفة، ومركبات مدرعة، وقوات مكافحة شغب، وحواجز طرق، ومراقبين جويين، يُفترض أنها للتعامل مع حرائق غابات محتملة: كل شيء مُعدّ لتكميم أفواه منطقة لم تعد ترغب في العيش تحت نير قوة عسكرية جزائرية غير شرعية.

"لم يعد الترهيب يُخشى، منطقة القبائل ليست ولاية مطيعة : إنها أمة يقظة، أرض ترفض الخضوع وتؤكد بصوت عال حقها غير القابل للتصرف في الاستقلال"، وفقا لمقربين من الرئيس فرحات مهني.

تفخر الجزائر بأنها بلد حر. في الواقع، ليست سوى سجن ما بعد الاستعمار تديره طغمة عسكرية طاعنة في السن، فاسدة، ومهووسة بجنون العظمة، تُعامل منطقة القبائل كمستعمرة داخلية: مهمشة، ومقموعة، ومجرمة، وفقًا للمصادر نفسها.

لا تحكم الحكومة الجزائرية بالموافقة، بل بالإرهاب، تُكمم الصحافة، وتسجن المعارضين، وتُعذب النشطاء، وتصف من يحلم بالحرية ب "الإرهابيين".

وفقا لتقارير صحفية، نقلا عن مصادر وصفتها بالموثوقة، ورغم الدعاية الجزائرية، فإن قضية القبائل تحرز تقدما، فقد وافقت حوالي عشر ولايات على السماح لحكومة فرحات مهني المؤقتة في المنفى في فرنسا بفتح تمثيل سياسي على أراضيها.

وسيُرسل هذا الاعتراف إشارة قوية: بدأ العالم يدرك أن منطقة القبائل ليست مشكلة جزائرية داخلية، بل أمة مضطهدة تكافح من أجل تقرير مصيرها.

بالنسبة للقبائل، يجب عكس المعنى الحقيقي لهذا التاريخ: لم يعد الاحتفال بذكرى استقلال الجزائر، بل إعلان القطيعة النهائية معه، وإعلان للعالم أجمع أن منطقة القبائل لم تعد ترغب في أن تكون جزءا من الجزائر.

و لا يزال فرحات مهني صوت شعب يتوق إلى الحرية، أما بالنسبة للنظام العسكري الجزائري، فإن أي مطالبة بالحكم الذاتي أو الاستقلال تعتبر جريمة، وفقا للمراقبين الدوليين.


اترك تعليقاً