من ضوء الثلاجة إلى ظلام البطون الجائعة


من ضوء الثلاجة إلى ظلام البطون الجائعة
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      تزداد شعبية يوم الطعام اللذيذ الذي يوافق 16 يوليو في جميع أنحاء العالم، وخاصة بالطبع في المجتمعات المرفهة، حيث تعدى الغذاء كونه ضرورة حياتية وأصبح مصدرا للمتعة والإلهام.

عن الأكل وما يختمر من خواطر حوله، يقول الكاتب الساخر مارك توين: إن "جزءا من سر النجاح في الحياة هو أن تأكل ما تحب وتترك الطعام يتصارع في داخلك".

وعن وجبات منتصف الليل، يقول بلهجته الساخرة الدائمة: "إذا لم يكن من المفترض أن نتناول وجبات خفيفة في منتصف الليل، فلماذا يوجد ضوء في الثلاجة أصلا"؟

من وحي الأكلات الشهية، أيضا، تعليق ممثلة الإغراء الإيطالية الشهيرة صوفيا لورين بقولها: "أدين بكل ما تراه للسباغيتي"، مضيفة، في هذا السياق، أن "أفضل طريقة لتناول السباغيتي هي امتصاصها كالمكنسة الكهربائية"!

ويقول الكاتب الأمريكي ستيفن كينغ عن مدى شغفه بالفطائر ومعرفته بأذواقها، إذ وصف "قطعة فطيرة من دون جبن" بأنها "مثل قبلة من دون عناق"، فيما رأت الكاتبة والناقدة باربرا جونسون أن "النظام الغذائي المتوازن هو بسكويت في كل يد".

وفي لهجة ساخرة مزجت بين مشاغل السياسة ومشاغل البطون، قال المخرج الأمريكي أورسون ويلز: "لا تسأل عما يمكنك فعله لبلدك. اسأل عما يُقدم في وجبة الغداء".

المضحك المبكي أن الأرض تعطي، الآن، ما يكفي لإعالة عشرة ملايير شخص، أي ما يزيد عن سكان الكوكب، ومع ذلك "يعاني 733 مليون شخص في العالم من جوع مزمن"، على خلفية التقاتل والتغيرات المناخية وعدم المساواة.

وهذه ليست كل حدود المشكلة، إذ يوجد، أيضا، على الأرض أكثر من "2.8 مليار شخص لا يستطيعون تحمل تكاليف الأنظمة الغذائية الصحية"، مما يؤدي إلى الإصابة بسوء التغذية.

يحدث كل ذلك على كوكب الأرض رغم أن "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" يكرس الغذاء باعتباره حقا أساسيا مثل الهواء والماء.

هاتان الصورتان المضيئة والباذخة في مجتمعات الرفاه، ونظيرتها البائسة في مجتمعات الموت البطيء، تعكس حالة مؤلمة تعبر عنها بشكل مرير العبارة الشائعة القائلة: "كل يغني على ليلاه"!

اترك تعليقاً