فضل شاكر يعود إلى الواجهة جدل فني وقضية قانونية في مفترق طرق


فضل شاكر يعود إلى الواجهة جدل فني وقضية قانونية في مفترق طرق      صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

          عاد الفنان اللبناني فضل شاكر إلى واجهة النقاش العام بعد سنوات من الغياب، إثر ظهوره مجددا على الساحة الغنائية وإعلانه عن مشاريع فنية جديدة، ما أثار موجة واسعة من الجدل بين مؤيديه ورافضي عودته. الجدل تصاعد عقب تصريحات مثيرة كشف فيها عن تعرضه لمحاولات ابتزاز مالي وصلت إلى ملايين الدولارات، في مقابل تسوية قضيته العالقة مع القضاء اللبناني.

 

وكشفت محاميته، الدكتورة أماتا مبارك، عن وجود ترتيبات قانونية قيد الإعداد لتسليم شاكر نفسه إلى السلطات اللبنانية، في خطوة اعتبرها البعض بداية مسار قانوني جديد قد يُعيد النظر في قضيته التي تعود إلى أكثر من عشر سنوات.

 

بدأ فضل شاكر، واسمه الحقيقي فضل شمندر، مسيرته الفنية عام 1998، وحقق نجاحا كبيرا في العالم العربي، قبل أن يعلن في 2012 اعتزاله الفن وانخراطه في نشاطات سياسية إلى جانب الشيخ أحمد الأسير. لاحقا، وفي أعقاب أحداث عبرا عام 2013 التي شهدت مواجهات دامية بين أنصار الأسير والجيش اللبناني، وُجهت إلى شاكر تهم بالمشاركة في القتال والتحريض، رغم نفيه المتكرر لذلك.

 

منذ 2016، توالت الأحكام القضائية بحق فضل شاكر، حيث حكم عليه بالسجن خمس سنوات وغرامة مالية، قبل أن يصدر حكم ثانٍ في 2017 بالسجن 15 عاما مع الأشغال الشاقة. وفي 2020، أصدرت المحكمة العسكرية حكما غيابيا جديدا بسجنه 22 عاما بتهم تتعلق بالإرهاب وتمويل جماعة مسلحة.

 

في المقابل، حصل شاكر في 2018 على حكم بالبراءة من المشاركة في أحداث عبرا، ما زاد من تعقيد المشهد القانوني المحيط به، إذ تفرعت التهم إلى مسارات مختلفة تتجاوز الحادثة الأصلية.

 

رغم الأحكام الصادرة بحقه، عاد فضل شاكر تدريجيا إلى الساحة الفنية، حيث أطلق عدة أغنيات، من بينها “ليه الجرح” و"كيفك ع فراقي" التي جمعت صوته بصوت ابنه محمد، محققة ملايين المشاهدات خلال ساعات من صدورها. غير أن هذه العودة أثارت انقساما واسعا في الرأي العام اللبناني والعربي، بين من يرى فيه فنانًا مظلومًا يستحق فرصة ثانية، وآخرين يرفضون عودته قبل حسم الملف القضائي بشكل نهائي.

 

في بيان صدر عنه مؤخرا، اتهم فضل شاكر أطرافا - لم يسمها - بابتزازه ماليًا مقابل تسوية قضيته، مدعيا أن المبالغ المطلوبة وصلت إلى 5 ملايين دولار أو التنازل عن ممتلكاته. وأضاف أن معظم الاتهامات ضده بنيت على "شهادات غير دقيقة وأحكام غيابية".

 

ابنه، محمد فضل شاكر، خرج بدوره في مقطع فيديو على إنستغرام، مؤكدا براءة والده من تهمة القتال ضد الجيش، مستندا إلى الحكم الصادر عام 2018، ومتهما بعض الأطراف بمحاولة "توريط" والده في قضايا تبييض أموال وصفها بـ"السخيفة والمسيئة"

 

و الجدير بالذكر قضية فضل شاكر تعيد إلى الواجهة التساؤلات القديمة حول الفصل بين الفن والمواقف السياسية، وحول كيفية التعاطي مع فنانين تورطوا في قضايا شائكة ثم حاولوا العودة إلى الضوء. وبين تعقيدات القانون وتقلبات الرأي العام، يبقى مستقبل شاكر معلقًا بين مسارات المحاكم وميكروفونات الغناء.

 

اترك تعليقاً