جائحة كورونا منحت الشباب تجربة في تدبير الأزمات والتعامل مع التحديات

أكد خبراء مغاربة وأجانب، خلال جلسة نقاش نظمت يوم الأربعاء بمراكش، ضمن أشغال منتدى "شباب العالم الإسلامي: تحديات ما بعد كورونا"، أن هذه الجائحة منحت الشباب تجربة في تدبير الأزمات والتعامل مع التحديات المرتبطة بها.
وأوضح المتدخلون، خلال هذه الجلسة التي تناولت موضوع "الصحة النفسية للشباب: تحديات ما بعد كورونا"، أن الجائحة بدأت كمحنة صحية واجتماعية واقتصادية، لكنها تحولت، في نهاية المطاف، إلى منحة مجتمعية من حيث الدروس المستفادة منها.
وأشاروا إلى أن الجائحة دفعت الشباب إلى التكيف مع أوضاع غير مسبوقة، من قبيل التعلم والعمل عن بعد، أو فقدان فرص الشغل المؤقت وتغيير نمط الحياة اليومي، مبرزين أن هذه الشريحة المجتمعية اكتسبت، نتيجة الاعتماد الكبير على التكنولوجيا خلال الجائحة، مهارات في استخدام أدوات التواصل الرقمية والمنصات التعليمية وخبرة في إدارة الوقت والعمل عن بعد.
وسجلوا أن ظروف الجائحة عززت روح الالتزام لدى الشباب، من خلال احترام الإجراءات الوقائية لحماية النفس والآخرين، ونشر الوعي والمعلومات الموثوقة، والتضامن مع الفئات الهشة والمساهمة في دعمها.
وأضافوا أن هذه الأزمة الصحية دفعت الشباب، أيضا، إلى إعادة التفكير في الأولويات، من خلال إعادة النظر في الأهداف الشخصية والمهنية، وتعزيز التفكير في الاستدامة، والأمن الغذائي والاقتصادي، فضلا عن صقل شخصياتهم ورفع جاهزيتهم لمواجهة تحديات مشابهة في المستقبل.
وشددوا، أيضا، على ضرورة التعامل مع الصحة النفسية كشأن عمومي، خاصة في ظل ارتفاع معدلات المعاناة النفسية لدى الشباب ما بعد الجائحة، وتأثيراتها المحتملة على التحصيل الدراسي، والإدماج الاجتماعي، والاستقرار النفسي.
يشار إلى أن المنتدى يندرج ضمن فعاليات "مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي 2025" التي تشمل فعالياتها سلسلة من الأنشطة الفكرية والثقافية والفنية والرياضية، بالإضافة إلى لقاءات موضوعاتية تهم الديمقراطية والسلم والأمن، والهوية الثقافية، ودور الشباب في تحقيق التنمية المستدامة.