تحركات أمنية سورية في بيروت تثير قلقا سياسيا ودبلوماسيا
صورة - م.ع.ن
أفادت صحيفة الأخبار بأن مساعد مدير المخابرات السورية، العميد عبد الرحمن دباغ، قام بجولات شملت عددا من المقاهي والمطاعم في العاصمة اللبنانية بيروت، في إطار البحث عن شخصيات يشتبه بانتمائها إلى النظام السوري السابق.
وبحسب الصحيفة، تسود في الأوساط السياسية اللبنانية حالة من القلق إزاء طبيعة مقاربة السلطات السورية الجديدة للعلاقة مع لبنان، إذ يلاحظ تركيز واضح على الملفات ذات الطابع الأمني والقضائي، في مقابل غياب ملف النازحين السوريين عن أولويات جدول الأعمال السوري في المرحلة الراهنة.
وفي هذا السياق، زار العميد دباغ بيروت قبل يومين على رأس وفد أمني سوري، حيث أجرى سلسلة لقاءات مع مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي، إلى جانب مسؤولين أمنيين آخرين. وتمحورت هذه الاجتماعات حول شخصيات مرتبطة بالنظام السابق يعتقد أنها تقيم داخل الأراضي اللبنانية، في إطار ما وصفته المصادر السورية بملاحقة فلول النظام داخل البلاد وخارجها.
وعلى صعيد متصل، كشفت الصحيفة أن دمشق عينت إياد الهزاع قائما جديدا بالأعمال في بعثتها الدبلوماسية لدى بيروت، وهو الذي شغل سابقا منصب المسؤول عن الشؤون السياسية في الساحل السوري.
ويرى مراقبون أن هذا التعيين لا ينسجم مع المطالب اللبنانية الداعية إلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة عبر تبادل السفراء، لا الاكتفاء بقائم بالأعمال.
ويذكر في هذا الإطار أن لبنان كان قد عيّن سفيره في دمشق هنري قسطون منذ أكثر من ستة أشهر، قبل أن توافق السلطات السورية أخيرا على استلام أوراق اعتماده بعد مرور نحو ثلاثة أشهر على تعيينه.
في المقابل، تبقى العقدة الأساسية من الجانب اللبناني قائمة، إذ تصر بيروت على ضرورة تعيين سفير سوري في لبنان، وهو موقف عبر عنه رئيس الجمهورية جوزيف عون في أكثر من مناسبة، ولا سيما خلال لقائه وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في إشارة إلى رغبة لبنان في إعادة ضبط العلاقات الثنائية على أسس دبلوماسية واضحة ومتكافئة.