بعد عقود من المتاجرة بالقضية الفلسطينية.. جزائر العسكر تلمح للتطبيع مع إسرائيل
صورة - م.ع.ن
بعدما بنى النظام العسكري الجزائري سياسته الخارجية على مبدأ راسخ لعقود مضت: "مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، وقد أصبح هذا الشعار ركيزة أساسية في سعي هذا النظام إلى اكتساب الشرعية، ها هو اليوم ينقلب على عقبيه، ملمحا إلى تطبيع محتمل من حيث المبدأ.
ففي 18 نونبر 2025، وخلال فعاليةٍ بواشنطن استضافها مركز ستيمسون، سُئل السفير الجزائري بالولايات المتحدة، صبري بوقادوم، مباشرة عما إذا كان التطبيع مع إسرائيل ممكنا، ليجيب بالقول: "كل شيء ممكن."
ثلاث كلمات كانت كافية لتفضح نظام العسكر الجزائري وتفجر ستين عاما من الجمود الإيديولوجي.
بالنسبة لنظام جعل من مناهضة التطبيع خطه المقدس، كانت عبارة بوقادوم إشارة إلى اليأس في ظل حالة مطولة من العزلة الدبلوماسية.
ويرى بوقادوم أن انفتاح بلاده على واشنطن لن يؤدي إلى تحالف مع الولايات المتحدة إلا إذا قامت الجزائر بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
قبل أيام من لحظة ستيمسون التي واجهها بوقادوم، صوتت الجزائر لصالح قرار في مجلس الأمن الدولي صاغته الولايات المتحدة بشأن غزة، وهو النص الذي رفضته حماس.
وفي الداخل، لا يزال النظام يردد شعارات مناهضة للإمبريالية بينما يفرض، بشكل ساخر، قيودا على المظاهرات المؤيدة لفلسطين خوفا من امتدادها إلى اضطرابات داخلية في بلد يعاني من تفشي البطالة والفساد.
على الصعيد الخارجي، تتبنى الجزائر نهجا براغماتيا تجاه واشنطن، وتشير إلى أن التطبيع مع إسرائيل "ممكن".
ازدواجية الجزائر تقوض الثقة. فلعقود، استغل النظام معاداة السامية والقضية الفلسطينية لأغراض شعبوية وللسيطرة على السلطة. والآن، تحت وطأة الضغط والعزلة، يغير النظام مساره. على النظام الجزائري أن يقر الآن بأنه قد تمت مقايضة الشعارات من أجل البقاء.