المغرب: البستنة بين تحديات المناخ والأسواق الدولية

في المغرب، زراعة الزهور ليست مجرد مهنة، بل هي رسالة حقيقية. بالنسبة لنادية وهبي، بائعة الزهور ورائدة الأعمال، يبدأ كل صباح بالقلق من نقص المياه في نباتاتها.تقول نادية وهبي في تصريح صحفي: "نواجه صعوبات جمة بسبب نقص المياه. لقد جفت الآبار لدرجة أننا عندما نستيقظ صباحا ونرى نقص المياه، نشعر بتأثر عميق، ونرى النباتات والأزهار تعاني، وكأنها تتوسل إلينا لسقيها".و ينتج مشتلها، الذي تبلغ مساحته حوالي هكتار واحد، حوالي 15,000 نبتة سنويا، موزعة على أكثر من عشرين نوعا مختلفا. تُلون أزهار البنفسج، ونباتات العناقية المدغشقرية، والأقحوان، والزنابق، والأقحوان مساحتها، وتُظهر التزامها بالجمال والتنوع."نعمل بلا كلل لزيادة الإنتاج وتلبية الطلب، وخاصة على الزهور المخصصة للأماكن العامة لأنه مهما بلغت روعة المباني، فإنها تبقى ناقصة دون لمسة من الخضرة،" تضيف نادية وهبي.يُولي المستهلكون المغاربة أيضا أهمية كبيرة للزهور. توضح خديجة، وهي زبونة وفية:"أُقدر الورود والزهور الأخرى كثيرا، وأحب اقتناءها لمنزلي لتجميله. إهداء الزهور في مناسبة أو احتفال، أو حتى كهدية لوالدي، أمر أساسي بالنسبة لي. للزهور مكانة مهمة في حياتنا."أجبر الجفاف وقلة هطول الأمطار المزارعين على الابتكار. فاعتمد بعضهم الري بالتنقيط، وهو نظام فعال ولكنه مكلف.إلى جانب مشكلة المياه، يواجه بائعو الزهور أيضا محدودية البنية التحتية للنقل والتبريد، مما يعقد تصدير محاصيلهم. ومع ذلك، وبفضل براعتهم، يواصلون توريد منتجاتهم إلى الأسواق العالمية، لا سيما في المملكة المتحدة وهولندا والولايات المتحدة.وهكذا، ورغم التحديات المناخية واللوجستية، تجمع صناعة الزهور المغربية بين الشغف والمرونة والخبرة. من المشاتل الزاهية إلى باقات الزهور التي تُقدم في المناسبات والاحتفالات، لا تزال الزهور تلعب دورا أساسيا في الحياة اليومية للمغاربة والاقتصاد المحلي.