مزارعو كريت يغلقون مطاري الجزيرة احتجاجا على تأخر الإعانات الأوروبية وسط تصاعد التوترات

       أغلق عشرات المزارعين ومربي الماشية في جزيرة كريت اليونانية، يوم أمس، المطارين الدوليين للجزيرة، في خطوة تصعيدية تعكس الغضب المتزايد من تأخر صرف الإعانات الأوروبية، وذلك في أعقاب فضيحة اختلاس ضخمة هزّت اليونان وأثارت تساؤلات بشأن شفافية إدارة الدعم المالي.

وشهد محيط المطارين، خاصة مطار إيراكليون الأكثر استقبالا للسياح خلال فصل الصيف، مواجهات مباشرة بين المحتجين وقوات مكافحة الشغب.

وأفاد مصدر ملاحي مدني لوكالة فرانس برس أن حركة الطيران توقفت بالكامل في مطار إيراكليون بعد الظهر، إذ لم يسمح بإقلاع أو هبوط أي طائرة منذ الساعة 14:00 (12:00 بتوقيت غرينيتش)، بعدما تمكن المزارعون من اقتحام المدرج عبر تسلق السياج المحيط به.

وأشار المصدر ذاته إلى أن المزارعين ومربي الماشية "دخلوا المدرج من خلال اجتياز السياج"، ما دفع السلطات إلى تعليق جميع الرحلات الجوية حفاظا على السلامة. وأكد أنه لم تسجل أي حركة طيران من أو إلى المطار منذ ذلك الحين.

وفي الجهة الغربية من كريت، أغلق المزارعون كذلك مداخل مبنى مطار خانيا الدولي، مانعين الموظفين والمسافرين من الدخول أو الخروج. وقال يانيس فيريكاكيس، رئيس جمعية مربي الماشية في منطقة خانيا، في تصريح للإعلام المحلي: "حتى الساعة السابعة صباحاً غداً، لن يدخل أو يخرج أحد"، في إشارة إلى استمرار الاحتجاجات طوال الليل.

من جانبها، حذرت شركة فرابورت الألمانية، التي تشرف على إدارة المطار، من أن حركة الوصول قد تشهد "تأخيرات واضطرابات مؤقتة" بسبب الاحتجاجات المتصاعدة.

وشهدت المنطقة المحيطة بمطار خانيا اشتباكات بين قوات الشرطة وعشرات المزارعين الذين استخدموا الجرارات والشاحنات الصغيرة لعرقلة الحركة، قبل أن ينجح المحتجون في السيطرة على محيط المطار بالكامل لفترة من الوقت، في مشهد يعكس حجم التوتر والغضب داخل الأوساط الزراعية.

وتأتي هذه الاحتجاجات في وقت يتواصل فيه التحقيق في قضية اختلاس واسعة مرتبطة بمساعدات مالية من الاتحاد الأوروبي موجّهة للقطاع الزراعي، وهي فضيحة أثارت غضب المزارعين الذين يشعرون بأنهم دفعوا ثمن سوء الإدارة والتلاعب بالأموال المخصصة لهم.