مبيعات آيفون تستعيد زخمها في السوق الصينية بعد عامين من التراجع

شهدت شركة "آبل" الأمريكية انتعاشة ملحوظة في السوق الصينية خلال الربع الثاني من سنة 2025، مسجلة نموا في مبيعات هواتف "آيفون" بنسبة 8%، وذلك بعد فترة من التراجع استمرت لعامين كاملين، وفقا لتقرير جديد صادر عن مؤسسة أبحاث السوق "Counterpoint".
وتعد هذه المرة الأولى منذ العام 2022 التي تتمكن فيها "آبل" من تحقيق نتائج فصلية إيجابية في الصين، أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم، بعد أن سجلت تراجعات متتالية في الإيرادات السنوية خلال معظم الأرباع السابقة، باستثناء ربع واحد فقط. وقد بلغت نسبة التراجع في بعض الفترات نحو 13%، نتيجة عدة عوامل مجتمعة أثرت على أداء الشركة.
ومن أبرز هذه العوامل، تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتزايد الدعم الحكومي الصيني للشركات المحلية، ما منح أفضلية تنافسية لمصنّعين مثل "هواوي"، التي نجحت في توسيع حصتها في السوق على حساب منافسيها الأجانب.
وقد شهدت الأشهر الأخيرة بداية تحوّل إيجابي في أداء "آبل"، لا سيما منذ شهر أبريل الماضي، حين بدأت الشركة في استعادة بعض الزخم، مدعومة بقرارها الانضمام إلى برنامج الدعم الحكومي الصيني. هذا القرار، إلى جانب إطلاق النسخة منخفضة التكلفة نسبيا "آيفون 16e"، ساهم في جذب شرائح جديدة من المستهلكين في السوق الصينية الحساسة للسعر.
وبحسب التقرير، فإن هذا النمو يأتي في وقت حرج بالنسبة لآبل، حيث تستعد الشركة للإعلان عن نتائجها المالية للربع الجاري، وسط ترقب واسع حول مدى قدرتها على استعادة موقعها الريادي في السوق الصينية التي أصبحت مسرحاً لمنافسة شرسة بين عمالقة التكنولوجيا، محليين ودوليين.
وتعد مرونة "آبل" في التسعير، إلى جانب تعديل استراتيجياتها التسويقية والتجارية للتأقلم مع الأوضاع الاقتصادية والسياسية الراهنة، من العوامل التي ساعدتها على استعادة جزء من مكانتها في السوق الصينية، بعد أن كانت تواجه ضغوطاً كبيرة من جانب المستهلكين والجهات الرسمية على حد سواء.
وتأمل الشركة الأمريكية في أن يشكل هذا التحول بداية مرحلة جديدة من النمو المستقر في الصين، خصوصاً في ظل استمرارها في تطوير نماذج جديدة تلائم مختلف الشرائح، وفي وقت تعمل فيه على توسيع حضورها في الأسواق الآسيوية عموما.