دول إفريقية تدين محاولة جنوب أفريقيا إضفاء الشرعية على البوليساريو


دول إفريقية تدين محاولة جنوب أفريقيا إضفاء الشرعية على البوليساريو
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

       تواجه محاولات جنوب أفريقيا المستمرة لإضفاء الشرعية على الكيان الانفصالي، ردود فعل عنيفة متزايدة من الدول الأعضاء في مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي "SADC".

ففي قرار أحادي الجانب، استغلت جنوب أفريقيا موقعها داخل مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي (SADC) لتوقيع مذكرة تفاهم في 2 أبريل الجاري البوليساريو.

وتجاوزت مذكرة التفاهم آليات التشاور الرسمية داخل الكتلة الإقليمية المكونة من 16 عضوا، حيث لم تبلغ الدول الأعضاء ولم تشارك في عملية صنع القرار، مما أثار ردود فعل عنيفة من عدة حكومات.

وأعربت مملكة إسواتيني عن معارضتها للاتفاقية في مذكرة شفوية رسمية صادرة عن وزارة خارجيتها، منددة بمذكرة التفاهم ووصفتها بأنها "غير شرعية"، مؤكدة دعمها الثابت لوحدة أراضي المغرب وخطته للحكم الذاتي لمنطقة الصحراء.

وأوضحت المذكرة الدبلوماسية لإسواتيني بوضوح أنها "لا تعتبر مذكرة التفاهم بين المجموعة اتفاقية ملزمة"، مضيفة أنها غير ملزمة قانونا بأي من أحكامها.

وأكدت حكومة إسواتيني "دعمها الثابت والراسخ" لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، التي قُدمت عام 2007، والتي تعتبرها الحل الوحيد القابل للتطبيق للنزاع الإقليمي.

وأشارت المذكرة أيضا إلى أن إسواتيني قد اعترفت رسميا بسيادة المغرب على الصحراء من خلال افتتاح قنصلية عامة لها في العيون عام 2020.

كما رفضت جزر القمر مذكرة التفاهم في مذكرة شفوية رسمية موجهة إلى الأمانة التنفيذية لمجموعة تنمية الجنوب الأفريقي. وأشارت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في جزر القمر إلى أنها علمت "بدهشة" بتوقيع مذكرة التفاهم مع البوليساريو في 2 أبريل الجاري.

كما نددت وزارة جزر القمر بما وصفته بـ"استغلال جماعة تنمية الجنوب الأفريقي (سادك)"، مشيرة إلى المادة 5 من ميثاق المجموعة، التي تحدد نطاقها الجغرافي بجنوب أفريقيا.

وحذرت من أن التدخل في قضية الصحراء "يهدد بمخاطر الإضرار بمصداقية المنظمة الإقليمية".

وتنضم الدولتان إلى العديد من الدول الأعضاء الأخرى في مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي، بما في ذلك جمهورية الكونغو الديمقراطية وملاوي وزامبيا ومدغشقر، في إدانة هذه الخطوة الأحادية الجانب.

والجدير بالذكر أن هذه الدول لا تعترف بما يسمى الجمهورية الصحراوية، وقد فتحت قنصليات في الأقاليم الجنوبية للمغرب.

ويشير المراقبون الدبلوماسيون إلى أن أكثر من نصف الدول الأعضاء في مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي إما رفضت صراحة مذكرة التفاهم أو نأت بنفسها عنها.

وتؤكد هذه الدول أن هذا الإجراء ينتهك معاهدة وميثاق مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي (سادك)، بالإضافة إلى قرارات القمة السابقة التي لم تُجز قط التعامل الرسمي مع الكيان الانفصالي.

ويثير قرار الأمانة التنفيذية، الذي دبرته جنوب أفريقيا، المخاوف بشأن تزايد استخدام البلاد لمنصة مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي (سادك) لتعزيز أجندتها الجيوسياسية.

ويعكس هذا الرد العنيف مقاومة متزايدة بين الدول الأفريقية لما يراه الكثيرون تجاوزا من جانب جنوب أفريقيا وحليفتها الجزائر في قضية الصحراء.

اترك تعليقاً