الاتحاد الإفريقي يرد بلهجة غير مسبوقة على تهديدات ترامب بشأن نيجيريا
صورة - م.ع.ن
في رد دبلوماسي غير معهود من أكبر تكتل في القارة السمراء، وجه الاتحاد الإفريقي انتقادا مباشرا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد تهديده بالتدخل العسكري في نيجيريا بذريعة "وقوع إبادة جماعية ضد المسيحيين".
فقد قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمود علي يوسف، خلال مؤتمر صحفي عُقد في نيويورك، إن "لا وجود لإبادة جماعية في شمال نيجيريا"، مضيفا بلهجة حازمة: "فكر مرتين قبل أن تتحدث".
وأوضح يوسف أن الوضع المعقد في شمال نيجيريا لا يمكن اختزاله في سردية دينية، مشيرا إلى أن العنف المتصاعد في المنطقة هو نتيجة تداخل عوامل عدة، من فكر متطرف وفقر وجريمة وتحديات حوكمة.
وأضاف أن المسلمين هم "الضحايا الأوائل" لهجمات جماعة بوكو حرام، التي تنشط منذ عام 2009 وتسببت، وفق تقديرات أممية، في مقتل أكثر من 40 ألف شخص وتشريد أكثر من مليوني آخرين.
وكان ترامب قد ادعى هذا الشهر أن "إسلاميين متطرفين" يقتلون المسيحيين بأعداد "كبيرة للغاية"، مهددا بتدخل عسكري إذا لم توقف نيجيريا العنف. وقد أثار هذا الموقف جدلا واسعا داخل الدوائر الدبلوماسية والدينية ومنظمات المجتمع المدني في نيجيريا وخارجها.
وأشار يوسف إلى أن نيجيريا، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 230 مليون نسمة، تعيش توازنا دقيقا بين شمال ذي أغلبية مسلمة وجنوب ذي أغلبية مسيحية، محذرا من أن التصريحات غير الدقيقة قد تُذكي توترات تاريخية، وتعيد للواجهة قضايا حساسة مثل ملف انفصال بيافرا، الذي أشعل حربا أهلية بين عامي 1967 و1970 أودت بحياة ما بين مليون إلى ثلاثة ملايين شخص.
وفي بيان رسمي وقعه عشرة من كبار مفوضي الاتحاد الإفريقي، وصف الاتحاد تهديدات واشنطن بأنها "خطيرة وغير منتجة"، مؤكدا على "الحق السيادي لنيجيريا في إدارة شؤونها الداخلية". كما شدد على التزامه بمرافقة نيجيريا في جهودها لتحقيق الأمن عبر التعاون الإقليمي وتبادل المعلومات.
المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) بدورها رفضت "بشدة" ما وصفته بـ"ادعاءات كاذبة وخطيرة"، معتبرة أنها تهدد التماسك الاجتماعي في المنطقة. أما الاتحاد الأوروبي، فعبر عن تضامنه مع نيجيريا عبر سفيره لدى أبوجا، غوتييه مينيو.
ويخوض الجيش النيجيري منذ سنوات مواجهة متعددة الجبهات تشمل تمرد المتطرفين، وانتشار عصابات اللصوصية، واشتباكات بين المزارعين والرعاة، إضافة إلى توترات طائفية متفرقة، مما يجعل أي قراءة مبسطة للصراع مدخلا لزيادة التعقيد بدل احتوائه.