مظاهرات واسعة في بولندا ضد الهجرة وأخرى مضادة تدعو لاحترام حقوق اللاجئين

شهدت أكثر من 80 مدينة بولندية، يوم السبت، مظاهرات مناهضة للهجرة تحت شعار "أوقفوا الهجرة"، بدعوة من حزب "الاتحاد" اليميني المتطرف، في مشهد سياسي متوتر زادته المظاهرات المضادة التي نظّمتها أطراف يسارية ومدنية مطالبة باحترام حقوق اللاجئين.
وشملت المظاهرات المناهضة للهجرة مدنا كبرى مثل وارسو، كراكوف، بوزنان، فروتسواف وبياليستوك، حيث طالب المتظاهرون بـإغلاق الحدود مع ليتوانيا وأوكرانيا وبيلاروسيا وسلوفاكيا، والحد من دخول المهاجرين غير النظاميين.
وفي كلمة ألقاها في العاصمة، دعا كرزيستوف بوساك، أحد قادة "الاتحاد الكونفدرالي"، إلى استقالة حكومة دونالد توسك، وتمكين الجنود من استخدام السلاح ضد من يعبرون الحدود بطريقة غير قانونية.
"لن يتحقق الأمن ما لم نغلق بولندا أمام الهجرة غير الشرعية، ونطلق عمليات ترحيل، ونتخل عن الصواب السياسي."
و باتت قضية الهجرة من أبرز مواضيع الجدل السياسي في بولندا، على غرار العديد من دول الاتحاد الأوروبي. حيث جاءت هذه المظاهرات بعد أسبوع من بدء تطبيق ضوابط حدودية جديدة على المعابر مع ألمانيا وليتوانيا، تشمل 65 نقطة مراقبة.
و في العام الماضي كان ارتفعت نسبة طلبات اللجوء بسبب التوتر على الحدود الشرقية مع بيلاروسيا، ما دفع البرلمان إلى تعليق الحق في تقديم طلب لجوء عبر هذه الجهة، متهمًا مينسك باستغلال المهاجرين لأغراض سياسية.
في المقابل، خرجت مظاهرات مضادة في مدن مثل وارسو وكاتوفيتسه وأولشتاين، رفع خلالها المشاركون شعارات مثل:
"ارحبوا باللاجئين – واطردوا الفاشيين"
"ندافع عن حق اللجوء"
"حافظوا على الديمقراطية"
وقالت ماريا كسياك من مؤسسة المبادرة الإنسانية الدولية:
"يجب أن يشعر الجميع بالأمان، بغض النظر عن لون بشرتهم أو أصولهم... سواء في بولندا أو في أوروبا."
في صباح اليوم نفسه، أعلنت وزارة الداخلية البولندية أن نسبة الموافقات على الحماية الخاصة للأجانب انخفضت بـ 40% خلال عام 2024 مقارنة بعام 2021، في إشارة إلى تشديد سياسات الهجرة في البلاد.
وتأتي هذه التحركات في سياق أوسع من الصعود المستمر لليمين المتطرف في المشهد السياسي البولندي، خاصة بعد النتائج اللافتة لمرشحيه في الانتخابات الأخيرة.