مخاوف من سقوط باماكو بيد نصرة الإسلام والمسلمين وسط حصار خانق ودعم روسي متزايد

       تشهد العاصمة المالية باماكو وضعا مقلقا بعد أن شددت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبطة بتنظيم القاعدة قبضتها على محيطها، فارضة حصارا على إمدادات الوقود والبضائع، ما أثار تساؤلات حول احتمال سقوط العاصمة في قبضتها.

وأفاد مصدر أمني مالي أن العاصمة تعاني منذ أيام من انقطاع الإمدادات الحيوية، مضيفا:

"هناك خشية حقيقية من سقوط باماكو، خاصة مع استمرار تعبئة مقاتلي الجماعة وتدفقهم من عدة مدن، فيما تتحضر السلطات لهجوم مضاد، لكن فرص نجاحه تبقى غامضة في ظل امتلاك الجماعة لمعدات عسكرية متطورة".

وأشار المصدر إلى أن مالي تخوض هذه المواجهة شبه منفردة، "باستثناء الدعم الأمني الذي توفره روسيا"، دون الإفصاح عن حجم القوات الروسية المنتشرة حاليا في البلاد.

ويرى الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية عمرو ديالو أن تحركات الجماعة تهدف بشكل واضح إلى "إطاحة نظام العقيد آسيمي غويتا والسيطرة على العاصمة"، مؤكدا أن سقوط باماكو احتمال قائم، لكن الجيش المالي سيبذل أقصى جهوده لمنع ذلك، ما قد يطيل أمد الأزمة لأشهر.

وفي السياق نفسه، أكد المحلل السياسي المالي قاسم كايتا أن الوضع في البلاد "صعب على المستويات العسكرية والأمنية والاقتصادية والإنسانية"، لكنه استبعد سقوط العاصمة مرجحا شن هجوم مضاد مدعوم بغطاء جوي لفك الحصار.

وأضاف كايتا أن الجماعة "تمتلك أساليب قتالية وتمويلية متطورة، تختلف عن الطوارق أو غيرهم"، مشدداً على أن سقوط باماكو "قد يعني انهيار الدولة المالية برمتها".