كارثة جبل مرة بالسودان إثر انزلاق التربة يغرق قرية تحت الركام

      في قلب جبال مرة الوعرة بدارفور، تحولت قرية ترسين لمقبرة جماعية بعد أن طمرها انزلاق أرضي مدمر، قضى على حياة نحو 1000 من سكانها، ومن نازحين لجأوا إليها هربا من ويلات الحرب والمجاعة.

يحاول الناجون من القرى المجاورة انتشال الجثث من تحت الركام بإمكانيات بدائية، في ظل غياب فرق إنقاذ مؤهلة: ويقول أحد شيوخ المنطقة: إن "مئات الجثث ما زالت تحت التراب"، بينما يعمل الأهالي في ظروف قاسية بلا معدات أو دعم طبي.

وأكدت الإدارة المدنية التابعة لحركة تحرير السودان، أن جميع سكان ترسين لقوا مصرعهم، وناشد المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين، آدم رجال، المنظمات الدولية بسرعة التدخل لإغاثة الضحايا ومساعدة الناجين.

القرية لم تكن مجرد موطن لأهلها، بل ملاذاً لمئات النازحين من مخيمات زمزم وأبشوك، وهي قرية جبلية صغيرة واقعة في وسط جبل مرة، تعتمد على الزراعة في تربة هشة وتتسم بصعوبة الوصول إليها.

كانت تشتهر بمنتجاتها من الفواكه المحلية، وتضم مسجداً ومدرسة قرآنية وسوقاً صغيراً. اليوم، لم يبقَ منها سوى الحجارة والأنقاض.

المأساة أعادت للأذهان حادثة انزلاق أرضي مشابهة ضربت منطقة تربا بجبل مرة عام 2018، وأودت حينها بحياة المئات، مما يثير المخاوف من تكرار الكارثة في منطقة تعيش على حافة الخطر بين الفيضانات والانهيارات.