فاس تشهد النسخة ال 2 من اليوم الجهوي للصناعة التقليدية

سلطت النسخة الثانية من اليوم الجهوي للصناعة التقليدية، التي نظمت اليوم الخميس بالمركب الصناعي طريق إيموزار بفاس، الضوء على الكفاءة والابتكار كآليتين هامتين للنهوض بتنافسية الصناعة الجهوية.
وأكد المدير الجهوي لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بجهة فاس – مكناس، عبد الحكيم حدافي، أن الجهة تشهد دينامية متميزة وأضحت قبلة استثمارية مهمة لمجموعة من الفاعلين في عدة مجالات صناعية، مؤكدا أن اليوم الجهوي للصناعة يشكل مناسبة لتسليط الضوء على إبداعات وابتكارات متدربي معاهد التكوين التابعة للمديرية الجهوية في مختلف مجالات الصناعة.
وأضاف السيد حدافي أنه تم، بمناسبة هذا الحدث، تخصيص رواق يسلط الضوء على العديد من المشاريع الهامة والمبتكرة التي أنجزها متدربو مركب الصناعة بفاس وعدد من مؤسسات التكوين المهني على مستوى الجهة، والتي تبرز كفاءاتهم وطاقاتهم الإبداعية الخلاقة.
وأبرز، أيضا، أن تنظيم اليوم الجهوي للصناعة يندرج كذلك في إطار الدينامية التي أطلقتها المديرية الجهوية لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، منذ سنوات، بهدف الانفتاح على المحيط السوسيو - اقتصادي في جميع القطاعات، بما في ذلك النسيج والألبسة والفندقة والرقمنة، ويشكل مناسبة لتعزيز التواصل والتبادل بين المتدربين والمهنيين والفاعلين الصناعيين وإبراز كفاءاتهم، ومحاولة إيجاد فرص شغل مناسبة.
من جهته، أفاد نائب رئيس جهة فاس مكناس، يونس الرفيق، بأن الجهة تولي أهمية كبيرة لمواكبة مؤسسات التكوين المهني وتمكينها من الآليات الضرورية، مشيرا إلى أن حوالي 90 في المائة من خريجي مراكز التكوين المهني ينجحون في ولوج سوق الشغل.
وأبرز السيد الرفيق حرص جهة فاس - مكناس على توفير عرض ترابي للمستثمرين في قطاع الصناع، لاسيما في ظل وجود مناطق صناعية واعدة على مستوى الجهة، كعين شكاك، وعين البيضا، مشيرا إلى أهمية تعزيز جاذبية وتنافسية الجهة لاستقطاب المزيد من الاستثمارات.
وأشاد، في السياق، ذاته بالجهود الكبيرة التي يبذلها مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل في تكوين يد عاملة مؤهلة في عدة قطاعات واعدة.
من جانبه، أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة فاس – مكناس، حمزة بنعبد الله، أن الكفاءة والابتكار اللذين تم اختيارهما موضوعا لهذا الحدث، يشكلان ركيزتين أساسيتين لصناعة قوية وقابلة للصمود، مشيرا إلى أن مستقبل النسيج المقاولاتي يعتمد على قدرته على تعزيز تنافسيته، وهو ما يتطلب تعزيز التبادل بين عالم التكوين المهني والأكاديمي والعالم المقاولاتي، لاسيما المقاولات الصناعية.
وأشار إلى أن الغرفة تولي أهمية كبيرة لمواكبة المقاولات وحثها على تعزيز تنافسية بشكل أكبر، من خلال، على الخصوص، تعزيز التكوين، مبرزا في السياق ذاته الدور الهام الذي تضطلع به مراكز التكوين المهني، التي يتعين عليها أيضا مواكبة التحولات الصناعية والتكنولوجية المتسارعة.
وأضاف السيد بنعبد الله أن تطوير العمل الصناعي يتطلب، على الخصوص، أخذ زمام المبادرة والنهوض بالتكوين المهني وتطوير الكفاءات والنهوض بها.
بدوره، أكد رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة فاس – مكناس، عمر التاجموعتي، أهمية الابتكار في النهوض بالعمل المقاولاتي، وضرورة الاستثمار في الموارد البشرية المؤهلة.
وشدد السيد تاجموعتي على "أهمية أن يجمع خريجو مراكز التكوين المهني بين التكوين المتين وروح المبادرة والالتزام والتضحية، من أجل تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، والمضي قدما في مشاريعهم المستقبلية".
من جانبه، دعا مدير الموارد البشرية بشركة "سوطيرما"، سمير الراشدي، متدربي مراكز التكوين المهني إلى الحرص على تطوير كفاءاتهم وقدراتهم، والتحلي بالجدية وقوة الشخصية، من أجل بناء مسار مهني ناجح".
أما الباحث في مجال التسويق والمكون بمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، عادل علوي مدغري، فشدد على أهمية آلية الذكاء الاصطناعي في النهوض بالمقاولات الصناعية وتعزيز مردودية المقاولات.
كما استعرض الدور الهام لهذه الآلية المبتكرة في تعزيز الإبداع والابتكار داخل المقاولات، وتقليص الآجال والنهوض بتجربة الزبناء، وتعزيز آليات المراقبة، مؤكدا أهمية إدماج هذه الآلية في عمل مختلف المؤسسات لدورها الهام في النهوض بمختلف الخدمات المقدمة.
وبدوره أكد مدير المركب الصناعي طريق إيموزار، رشيد القندوسي، أن اليوم الجهوي للصناعة يشكل فرصة للانفتاح على النسيج السوسيو - اقتصادي بالجهة وتعريف المقاولات بمختلف الشعب التي يقترحها المركب، لاسيما الهندسة الكهربائية، والهندسة الميكانيكية، وشعبة التكييف والتبريد، وشعبة ميكانيك السيارات.
وأضاف، أيضا، أن هذا الحدث، مناسبة كذلك لتسليط الضوء على المشاريع المبتكرة التي أنجزها المتدربون، ومن بينها محطة للضخ متحكم فيها، ومشروع مبتكر يقوم بشحن وتشغيل مكيف السيارة بطريقة ذكية، وابتكار يساعد على تشخيص الأعطال داخل السيارة.
وتضمن برنامج هذا اللقاء، الذي تخللته فقرات وعروض فنية، عرض شريط فيديو تعريفي بمدينة المهن والكفاءات بفاس التي توفر عرضا تكوينيا متنوعا ومبتكرا، وتساهم في تثمين مؤهلات جهة فاس – مكناس.
وفي ختام هذا اللقاء، تم توقيع ثلاث اتفاقيات شراكة بين المديرية الجهوية لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بجهة فاس – مكناس، ومقاولات شريكة هي (سوطيرما)، و(فلوكي مونوبول)، و(نوركران).
وتهدف هذه الاتفاقيات إلى فتح آفاق واعدة لمتدربي مراكز التكوين المهني على مستوى الجهة، سواء للقيام بتداريب أو الاندماج في سوق الشغل، كما تندرج في إطار توفير تكوينات لعمال ومستخدمي هذه الشركات بمؤسسات التكوين المهني.
وتم تسليم جوائز تقديرية لمتدربي ومتدربات مؤسسات التكوين المهني بجهة فاس – مكناس الذين أنجزوا عددا من المشاريع الرائدة.